بعد أسبوع انتظر ظريف عند سيارته حتى يسلم على جارهم الذي سكن في المبنى المجاور له قبل حوالي أسبوعين، والذي تميز بالهدوء الشديد، مما جعل ظريف يعتقد بأنه شخص انطوائي خجول ويفتقر إلى الثقة.
ها هو الآن يخرج من بيته ويمشي بهدوء.
أهلا بجارنا الجديد.
أهلا وسهلا.
أنت ذاهب لعملك وأنا كذلك ولن أطيل عليك.
تفضل.
لماذا لا تتعالج من خجلك؟
ابتسم الجار وقال هل تعتقد بأنني خجول؟
بكل تأكيد!
ابدا يا جاري أنا لست خجول.
أعتقد بأنك تخاف مما يجعلك تنطوي على نفسك وتخجل من التحدث مع الآخرين.
هز الجار رأسه وقال: ربما تستغرب إن أجبتك بما أراه صحيحا من وجهة نظري فتعذرني.
جميل أن أسمع منك رأيك.
ربما تراني هادئا وخجولا بسبب عدم احتكاك معي.
هذا صحيح خاصة أنك جار جديد لم يمض على سكنك بحارتنا إلا أسبوعين.
فكيد حكمت علي بالخجل؟
عادة من يسكن معنا يتكلم كثيرا مع أي ساكن في الحارة.
ربما تستغرب إن أخبرتك بأن الحالة الطبيعية للمرء هي الهدوء.
طبائع الناس مختلفة وأنت تحب الهدوء لذا تظن بأنه الشيء الطبيعي.
من وجهة نظري بأن من يحب الثرثرة يخاف أن يرفضه الآخرين.
وجهة نظر فيها شيء من الصحة.
لا أكتمك حديثا أنا أيضا أخاف أن يرفضني الآخرين بسبب اختلاف تفكيري ورغباتي عن غيري.
لذا تلجأ إلى الصمت وعدم التحدث كثيرا.
نعم.
ولكن المرء صعبا أن يكون منغلقا على نفسه.
ابتسم الجار وقال ستبدي لك الأيام أني لست منطويا على نفسي وإنما أنا شخصا يحب الهدوء.
سعدت بالتحدث معك وبمعرفة وجهة نظرك.