زار ظريف قريب له، وأثناء الحديث لاحظ بأن علامات الهم تكسو وجهه.
يبدو لي بأن شيئا ما يقلقك فأنت لست كعادتك بشوش مرح.
أطلق زفرة من صدره وقال: صدقت يا ظريف، هناك أمر يقلقني كثيرا.
هل أستطيع معرفته.
بكل تأكيد فأنت صاحب لي وربما بمعرفتك له ستقدم لي الحل.
بإذن الله.
إن ولدي من فترة وهو كثير التذمر لا يعجبه شيء.
فكر ظريف قليلا ثم قال ناده.
أنا إلى الآن لا أعرف سبب تذمره فكيف ستتحدث معه مع أنك لا تعرف سبب تذمره.
ستعرف الآن.
حسنا
خرج قريب ظريف وعاد بعد قليل مع ابنه الواضح على قسمات وجهه التذمر، وبعد أن سلم وجلس.
كأني بك تسعى لأن تكون سعيدا
وما أدراك؟
تذمر الشخص يعني بأنه غير سعيد.
هو ما قلت.
سأقص عليك قصة وأريد معرفة رأيك حولها.
تفضل.
في قرية من القرى كان هناك رجلا تعارف الناس على أنه أتعس شخص في قريتهم والكل يتحاشى أن يتحدث معه، وما ذلك إلا أنه لا يتوقف عن التذمر والشكوى، وبرغم أنه في خير ويملتك مالا إلا أن مزاجه دائما سيئ. ومرت السنين وما أن بلغ السبعين من عمره حدث شيء تعجب منه جميع من في القرية، هل تعرف ما هو؟
لا … ولكنك شوقتني.
ابتسم ظريف ثم قال: بدأت إشاعة تنتشر بأن المتذمر أصبح سعيدا، ولا يتذمر من شيء، بل أن الابتسامة مرتسمة على وجهه.
ماذا فعل أهل القرية.
ذهب بعضا منهم لمنزله للتأكد من ذلك.
وهل فعلا كان سعيدا؟
نعم.
هل سألوه عن السبب؟
بكل تأكيد.
ما السبب.
أخبرهم بأنه قضى أكثر عمره يطارد السعادة بلا فائدة.
كيف يطارد السعادة؟
عندما يرى عند أحد شيئا ما ويراه سعيدا يسعى لأن يحصل لمثل ما عنده ولكن لا يشعر بالسعادة.
وماذا فعل؟
لقد قرر أن يستمتع بحياته فقط بدون البحث عن السعادة.
هل أصبح سعيدا بهذا القرار.
بكل تأكيد
كأني بك تريد أن تعطيني نصيحة.
أحسنت وهي: لا تطارد السعادة وبدلا من ذلك استمتع بحياتك.
أطرق برأسه قليلا يفكر ثم رفع راسه مبتهجا وقال: سأتبع نصيحتك القيمة.