التعلم الذاتي مريح في أخذ المعلومة، ممتع في الطريقة التي تناسب المرء، ومع ذلك يحتاج من يريد التعلم الذاتي لمهارات ووسائل ليكون مستمرا في التعلم الذاتي، وليس لفترة مؤقتة.
فمن الطرق التي عند اتباعها تزداد مهارة التعلم الذاتي:
1ـ تحديد هدف محدد للشيء المراد تعلمه.
أحيانا يرغب المرء في استمرار تعلمه في نفس مجاله أو تخصص متفرع منه، مثل محاسب رواتب يريد أن يتقن التحليل المالي، والبعض يريد أن يتعلم مجالا ليس في تخصصه كشخص يرغب بتعلم المحاسبة مع أنه في العلاقات العامة مثلا. عليه أن يحدد الهدف من ذلك، وهو تعلم المحاسبة البسيطة أو بمعنى آخر المحاسبة لغير المحاسبين.
2ـ وضع خطة زمنية.
الفرق بين الحلم والهدف أن الهدف له وقت محدد لإنجازه، أما الحلم فهو مجرد حلم، ومن أراد التعلم ذاتيا عليه أن يحدد فترة زمنية للانتهاء من الأمر المراد تعلمه، فذلك يجعله يضع خطة للتنفيذ.
3ـ تحديد مصدر التعلم.
مصادر التعلم الذاتي كثيرة بعكس التعلم الاعتيادي المعتمدة على وسيلة واحدة في الغالب، ومع كثرة المصادرة يصاب المرء بالارتباك ويصبح محتار بين أيها يأخذ وأيها يدع!
لكن باختصار بالنسبة للفرد العادي بإمكانه البحث بكلمة دورة أو كورس أو برنامج، قبل الشيء المراد تعلمه ثم يختار الشيء الذي يناسبه، كمثال:
ـ دورة المحاسبة لغير المحاسبين.
ـ كورس المحاسبة لغير المحاسبين.
ـ برنامج المحاسبة لغير المحاسبين.
أما الذي يريد التعلم الذاتي المتعمق فعليه بمحركات البحث الخاصة بالمتعلمين مثل Google Scholar أو World Cat
حيث:
ــ Google Scholar: محرك بحث خاص بالمؤلفات العلمية والأكاديمية التي يحتاج إليها الباحثون والدارسون. من مكان واحد، فيمكن البحث عبر العديد من المجالات العلمية ومصادر المعلومات: أبحاث معتمدة ورسائل علمية وكتب وملخصات ومقالات من ناشرين أكاديميين وجمعيات متخصصة ومراكز جمع المعلومات قبل طباعتها والجامعات وغير ذلك من مؤسسات البحث العلمي. يساعد الباحث العلمي من جوجل على التعرف على أكثر الأبحاث العلمية صلة بمجال بحث الشخص في عالم البحث العلمي.
ــ World Cat: مشروع فهرس موحد، تابع لمركز المكتبة الرقمية على الإنترنت، يجمع محتوى أكثر من 17900 مكتبة في حوالي 123 دولة وإقليم حول العالم. وهي تلك المكتبات التي تشارك في المركز التعاوني العالمي للمكتبة الرقمية على الإنترنت والذي تديره الشركة المدمجة للمكتبة الرقمية على الإنترنت.
4ـ شحذ الهمة للاستمرار في التعلم،
بعد أن يحدد ما يريد تعلمه، ويحدد خطة زمنية، وبعد أن يحدد مصادر التعلم، عليه أن يقاوم التردد والكسل الممكن أن يتعرض له، وهذا بتذكير النفس بالسبب الذي يجعله ينفق وقتا وجهدا وربما مالا لتعلم هذا الشيء، وذلك بطرح أسئلة على نفسه يراجعها بين وقت وآخر لتبقى شعلة الهمة متوقدة تعمل على مقاومة الكسل والتأجيل، فيسأل نفسه:
ـ لماذا علي تعلم …. (بذكر الشيء المراد تعلمه)
ـ ماذا سيقدم لي بعد أن أتعلمه؟
ـ لماذا هذا الشيء مهم وذو فائدة لي؟
ـ كيف سأستخدم ما سأتعلمه في تطوير نفسي؟
أو يسأل نفسه أسئلة غيرها تعمل على مقاومة التردد في إكمال التعليم.
فالإجابة عنها تعمل على توضيح السبب من التعلم والعمل على إذكاء الهمة لإنجازه.
5 ـ تقييم ما تم تعلّمه.
الميزة التي يتميز بها التعليم العادي عن التعليم الذاتي، هي وجود آلية أو طريقة لقياس تقدم المرء عبر الامتحانات.
وهذا ليس معناه أن التعلم الذاتي يفتقر لذلك، فبعض مصادر التعلم الذاتي تتطلب الإجابة عن أسئلة أو وضع مشروع كشرط لاستلام الشهادة.
وفي حالة عدم وجود ذلك عليه أن يقيم نفسه قبل تعلم الشيء وبعد تعلمه وذلك بتعديل أسئلة الاستفهام الخاصة بشحذ الهمة لتكون مقياسا لما تم تعلّمه باستخدام السؤال هل، مثلا:
ـ هل تعلمت …. بدرجة كافية؟
ـ هل قدم لي المعرفة التي كنت أحتاجها؟
ـ هل كان ما تعلمته ذو فائدة ومهم لي؟
ـ هل أستطيع استخدام ما تعلمته في تطوير نفسي؟
6 ـ تطبيق ما تم تعلّمه.
ما لم يطبق المرء ما تعلمه لن تكون الاستفادة منه كبيرة، لذا عليه أن يطبق ما تعلمه بأي طريقة يراها مناسبة، فمن المهم أن يستفيد منه في حياته المهنية والاجتماعية، والحرص على نشر المعلومة بعد تلخيصها، أو عمل خريطة ذهنية، أو صنع مقطع مرئي ومشاركة ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.