ما المقصود بخير جليس في الزمان كتاب؟

خير جليس

عبارة “خير جليس في الزمان كتاب” مأخوذة من بيت شعر قاله المتنبي:

 أعز مكان في الدنيا سرج سابح ….. وخير جليس في الزمان كتاب

جليس المرء هو صديقه وصاحبه، وخير جليس أي خير مرافق ومصاحب.

فهل جاءت العبارة اعتباطا أم أن لها من الواقع نصيب؟

لماذا الكتاب خير جليس؟

ترى من من الأصحاب يحمل هذه الصفة؟ إنهم موجودين ولكن قِلة.

لتعرف لماذا هو خير جليس إليك بعض المقتبسات التي توضح ذلك:

 الجاحظ: في كتابه “الحيوان” وصف الكتاب بأحسن أوصاف الجلساء:

الكتاب نعم الذخر والعقدة، ونعم الأنيس ساعة الوحدة، ونعم القرين والدخيل والوزير والنزيل. والكتاب وعاء ملئ علماً، وَظَرفٌ حُشِي ظَرْفاً، إن شئت كان أبين من سحبان وائل، وإن شئت كان أعيا من باقل، إن شئت ضحكت من نوادره، وعجبت من غرائب فوائده.
ولا أعلم جاراً أبر، ولا خليطاً أنصف، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية، ولا أقل خيانة، ولا أكثر أعجوبة وتصرفا، ولا أقل صلفا وتكلفاً، من كتاب، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك؟ ولا ينطق إلا بما تهوى، أبر من أرض، وأكتم للسر من صاحب السر، وأضبط لحفظ الوديعة من أرباب الوديعة، صامت ما أسكته، وبليغ إذا استنطقته، ومن لك بمسامر لا يبتديك في حال شغلك، ويدعوك في أوقات نشاطك، ولا يحوجك إلى التجمل له والتذمم منه، ومن لك بزائر إن شئت جعلت زيارته غباً وورده خمساً وإن شئت لزمك لزوم ظلك، وكان منك مكان بعضك، والكتاب مكتف بنفسه، ولا يحتاج إلى ما عند غيره.

وإن كان نثر كلماته في عبارات بليغة، فقد سبكها بأبيات بديعة:

نِعم المحدِّث والرفيق كتابٌ … تلهو به إن خانك الأصحابُ
لا مفشياً للسر إن أودعته ……. ويُنال منه حِكْمَةٌ وصوابُ
……….

كما قال نطاحة (أحمد بن إسماعيل ويكنى أبا علي):
الكتاب هو المسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك ولا يدعوك في وقت نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل له والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك والصديق الذي لا يغريك والرفيق الذي لا يملك والناصح الذي لا يستزيدك .
……….

ومما قيل أن المأمون نظر: إلى بعض ولده وهو ينظر في كتاب، فقال: يا بني، ما كتابك هذا؟ قال: بعض ما يشحذ الفطنة، ويؤنس من الوحشة. فقال: الحمد لله الذي رزقني ذرية يرى بعين عقله أكثر مما يرى بعين وجهه.

أليس خير جليس هو من يشحذ الفطنة، ويؤنس من الوحشة.

……….

 قال بعض العلماء : الكتاب جليس لا مؤونة  عليك فيه .

أليس خير جليس هو من يفيدك ومع ذلك لا مؤون عليك فيه!

……….

العبارة واضحة لديك وما سبق زيادة وتذكير لخير جليس، فهل الكتاب بالنسبة لك خير جليس؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *