هل تنظر للأمور من زاوية واحدة، أم أنك تغير زاوية النظر حسب الظروف؟
ربما لم يتضح لك الأمر لذا سأذكر قصة تبين ذلك.
أحد الأثرياء كان أعور وأعرج، ولم يكن متضايقا من ذلك، وأراد أن تكون له صورة بشرط أن لا يظهر فيها أنه أعور او أعرج ولا يزيفو الحقيقة، فيلبسونه قناعا مثلا، بحيث من يراها لا يشك بأنه صحيح العينين سليم الرجلين. ونشر إعلانا بذلك مع بذل مكافأة مالية ضخمة لمن يستطيع ذلك. كانت المكافأة مغرية وتمنى كل مصور أن يحظى بها ولكن كيف والطلب مستحيل!
لعلك تقول مثلهم كيف يمكن تصوير ذلك الثري بدون أن تظهر عينه العوراء ورجله العرجاء؟
ولكن الأمر خلاف ذلك، فقد جاء إليه مصور واضح من مشيته وقسمات وجهه أنه واثق من نفسه.
الثري: هل عرفت شرط الصورة.
ـ إنه شرط بسيط.
ـ ولن تزيف الحقيقة.
ـ إطلاقا.
ـ لك علي المكافأة التي ذكرتها وزيادة من عندي إن حققت ذلك.
ـ لدي استفسار بسيط.
ـ ما هو؟
ـ هل تحب الصيد؟
ـ نعم ولدي عدة بنادق صيد.
ـ هذا ما أريده …. أين تريد أن أصورك؟
ـ في باحة القصر.
ـ هذا ممتاز هيا بنا، وأرجو ان تكون معك بندقية صيد.
ـ لم أفهم علاقة بندقية الصيد بالصورة ولكن كما تريد.
وطلب من أحد العاملين في القصر أن يحضر بندقية الصيد، ولما أحضرها خرج الثري والمصور لباحة القصر
المصور: الآن ضع منظار بندقية الصيد على عينك التي لا ترى بها، واثني نفسك على رجلك القصيرة.
وتحرك أمام الثري ثم صوره وأخرج صورة رائعة تظهر فيها العين السليمة والرجل السليمة.
تهللت أسارير الثري فقد حقق المصور طلبه فمن يرى الصورة لن يشك في أن الذي فيها سليم العينين (العين العوراء مغطاة بمنظار البندقية)، سليم الرجلين (الرجل العرجاء متكئ عليها)
أعطاه المكافأة وأجزل له العطاء وطلب منه أن يعمل صورة كبيرة يضعها في مدخل القصر.
مهما كان الأمر الذي يحيطك بك، تستطيع من خلال المرونة في التفكير السليم والنظر بزاوية مختلفة أن تجد الحل أو الشيء المناسب له بإذن الله.