الرزق ليس محصورا بمكان واحد، وسأذكر قصة لست متأكدا هل هي فعلا حصلت أم أنها من بنات أفكار شخص ما، ولكنها متداولة، وتحوي عبرة مفيدة في أن الرزق في كل مكان وليس مقصورا على مكان محدد.
ضاقت الدنيا بأحدهم، ولم يجد وظيفة يعمل بها، وأخيرا وعن طريق أحد أصدقائه الذين يعملون في إحدى فروع شركة ضخمة، أخبره بأن الشركة بحاجة لعامل نظافة، فتقدم للوظيفة وبعد إجراء مقابلة العمل تم قبوله، وقبل أن يهم بالانصراف أخبره مدير التوظيف بأنه سيرسل له عبر البريد الإلكتروني قائمة بالمهام المطلوبة وموعد بدء العمل.
الشاب: ولكني لا أملك بريد الكتروني.
المدير: من لا يملك بريد الكتروني لا وجود له، ومن لا وجود له لا يستحق العمل في شركتنا.
خرج الشاب وهو حزين ومتضايق لأنه كان على وشك الالتحاق بوظيفة.
وأثناء عودته للمنزل أخذ يفكر في طريقة يكسب بها مالا، وبرغم أنه دائما يمر بجانب سوق الخضرة الرئيسي إلا أنه لم يخطر بباله أن يشتري ويبيع، وبزغت في ذهنه فكرة أن يشتري صندوق طماطم ثم يبيع ما فيه بالحبات في إحدى الحارات التي يعرفها ولا يوجد بها محلا لبيع الخضار.
كان لديه مبلغا بالكاد اشترى به الصندوق، وصبر على المشي وهو حاملا الصندوق، حتى وصل للحارة ولدهشته سرعان ما باع الكمية التي في الصندوق وتفاجئ بأنه أصبح في جيبه المبلغ الذي دفعه وزيادة تقارب نصفه.
عاد لمنزله وهو منشرح الصدر وفي قرارة نفسه أن يستمر في هذا العمل.
وكما يقال الصغير يكبر والقليل يزداد بالصبر والمتابعة، أستطاع أن يشتري عربة يدوية فأصبح يبيع كميات كبيرة، وبعدها اشترى شاحنة ثم محلا، ومرت بضع سنين استطاع خلالها أن يصبح من رجال الأعمال في بلده.
وفي أحد الأيام طلب الدخول إلى مكتبه موظف من إحدى شركات التأمين وبعد أن أخبره بأهمية التأمين على محلاته والفوائد التي سيحصل عليها وبعد أن اقتنع الثري بالفكرة، طلب منه موظف التأمينات بريده الإلكتروني الخاص كي يرسل له عرض سعر بالباقات التي لديهم.
الثري: أرسل العرض على بريد الشركة لأنني لا أملك بريدا الكترونيا.
الموظف متعجبا: كل هذه التجارة الضخمة التي معك وليس لديك بريدا الكترونيا؟
الثري: ولم العجب؟
الموظف: تخيل لو كان لديك بريدا خاصا بك تأتيك العروض عليه وليس على بريد الشركة، أين ستكون اليوم؟
ابتسم الثري وقال: عامل نظافة في إحدى الشركات.