النجاح في أي مجال يتطلب وجود مهارات معينة، وربما شهادات خاصة، وبالطبع معرفة متكاملة حوله، وفي عصرنا الحالي تغيرت الكثير من الأمور بسبب الطفرة التقنية التي حصلت، مما أثرت بطريقة كبيرة على سوق العمل، فهناك الكثير من الوظائف التي كانت رائجة ومربحة انتهى وقتها، كمثال على ذلك وظيفة المعقّب الذي يتابع معاملة المرء في الدوائر الحكومية والعامة فيوفر الوقت على المستفيد، أصبحت شبه منقرضة لأن أغلب الناس أصبح يؤدي أعماله الكترونيا بدون الذهاب للإدارة المعنية إلا في أمور محدودة.
كما أن هناك بعض الوظائف التي استحدثت وتكون مصدر دخل إضافي للفرد، مثل ـ الفري لانسرـ عبر الإنترنت.
والأمر الملاحظ أن كل وظيفة في أي مجال طرأ عليها الكثير من الأمور، خاصة الوظائف المحتاجة شهادات تعليمية، فلكثرة الأبحاث حول كل علم من العلوم أصبح التجدد فيها سريعا، مما يستتبع أن يكون المرء ملما بالمستجدات حول وظيفته.
ليس شرطا أن تملك مقومات النجاح التي يعتقد الآخرون أن بدونها لن تستطيع النجاح ـ اقرأ: ثري لا يملك بريدا الكترونيا ـ وهذا لا يعني بأن على المرء أن لا يواكب التطور، بل عليه أن يطور نفسه، وهذا ليس معناه أن:
ـ يرهق نفسه نفسيا بالتفكير في عدم المقدرة على ذلك.
أو يتكلف مبلغا ماليا لحضور دورات كي يعزز سيرته الذاتية.
أو يجهد جسمه بالسهر لوقت متأخر في الليل للتعلم، لأن جزءا كبيرا من وقته صباحا يقضيه في الوظيفة والعمل.
بإمكانه أن يحسّن نفسه كل يوم بشيء بسيط ومع الوقت وتراكم المعرفة بعضها فوق بعض سيصل لمبتغاه.
فبدلا من أن يرهق نفسه بالتفكير في صعوبة الأمر، يتوكل على الله ويتذكر النعم الكثيرة التي لديه، وكيف أنه يمتلك أمورا غيره لا يمتلكها ولديه مهارات بحاجة لتنميتها بشيء بسيط.
وبدلا من إنفاق المبالغ الطائلة لحضور الدورات وورشات العمل، هناك البديل وهي الدورات المجانية أو التي تتطلب مبلغا رمزيا من المال.
وبدلا من أن يسهر ليله في التعلم ـ مع أن ذلك مطلوب ـ يستطيع أن يستقطع جزءا من وقته في الدخول على النت وتعلم ما يريد.
التحسين المستمر ضروري لإكمال النقص في المعارف والمهارات، وأمرا مهما لمواكبة القفزات المعرفية في كل مجال وأي وظيفة.
ومع أنه سهل وممكن وغير مُجهد أو مُكَلّف إلا أنه يشترط أمرا واحدا!
لعلك عرفت ماهو!
إنه الرغبة في تطوير النفس والذات.