قبل أن أخبركم بقصة لها من الواقع الشيء الكثير، أود أن ألفت نظركم بأن لدى كل إنسان طاقة ومقدرة على إنجاز الأمر الذي يريده، ولكن كثيرا ما يمنعه الاعتقاد الخاطئ بأنه لا يقدر أو لا يستطيع أو أن الأمر أكبر من طاقته، وذلك بسبب التربية الأسرية والمجتمعية التي أحيانا لا تجعله يحاول، بحجة أن ذلك صعب أو فوق طاقته، وإن حاول وفشل ينعتونه بالفاشل وعديم المقدرة، مع أن الفشل درج وسلّم للنجاح، ومن لا يفشل لن يعرف النجاح.
عموما قصتنا عن فتى ذهب مع أسرته لمشاهدة سيرك من ضمن فقراته فيل ضخم يصعد على منصة كبيرة خاصة به وذلك بتوجيه من مدربه.
بعد انتهاء الفقرات رغب الفتى في رؤية مكان الفيل ولأن المدرب يعرف والدهم اصطحبهم للمكان.
تفاجئ الفتى بأن الفيل لم يكن مقيدا بسلسلة ضخمة بل بسلسلة خفيفة مربوطة بإحدى قدميه ومثبتة بوتد على الأرض، بإمكانه إن حرك قدمه بقوة أن يقطع السلسلة ويقتلع الوتد بكل سهولة.
الفتى هل معقول بأن الفيل لا يحاول الهرب مع أنه مقيد بشيء واهن؟
المدرب: هذا ما تراه.
ـ ولكنه مربوط بسلسلة ضعيفة قياسا لحجم وقوة الفيل؟
ـ أنت وأنا نعرف ذلك ولكن الفيل لا يعرف.
ـ لم أفهم.
ـ الفيل يعتقد بأن قيده قوي ولا يمكنه التخلص منه.
ـ ومن أين له هذا الاعتقاد؟
ـ هذا الاعتقاد ترسخ لديه عندما كان صغيرا.
ـ كيف؟
ـ يتم اصطياد الفيلة الصغيرة ثم يتم تقييد إحدى قدميها بسلسلة مثل هذه مربوطة بوتد قوي.
ـ أكيد ستحاول الهرب.
ـ بالضبط، ولكن لأن السلسلة قوية بالنسبة للفيل الصغير فإنه يسقط ويتأذى، ولكنه لا ييأس فيحاول مرارا وتكرار حتى يعتقد بأن ذلك أمرا مستحيلا، بل يقيس حركته بنفس طول السلسلة فلا يزيد عن ذلك كي لا يتأذى.
ـ وبمرور الوقت لا يحاول الفيل أن يحرر نفسه لأنه يعتقد بأن القيد لا زال قويا.
الأب: لقد عرفت الآن سبب تقاعسي عن عمل بعض الأمور.
الفتى: بسبب اعتقاد سابق لديك؟
الأب: بالضبط.
الفتى: وما الحل لمقاومة الاعتقادات الخاطئة.
المدرب: بالمحاولة والتعلم وسؤال أهل الاختصاص والعمل.