للكلمة دور مهم في تحفيز الآخرين لإكمال العمل، والتشجيع على المحاولة وعدم اليأس، كما أنها قد تكون داعية للركون والاستسلام للواقع.
صحيح أن للإنسان القدرة على اختيار ما يناسبه، لكن أحيانا يتأثر البعض من البيئة المحيطة به، وهذا يجعله يركن للواقع الذي هو فيه ولا يطور نفسه، بل أحيانا يتوقف عن المحاولة للوصول لهدفه، خاصة إن كانت الكلمات التي يسمعها مشابهة لـ: لو كانت ممكنة كان غيرك وصل لها، أنت لا تستطيع، من تظن نفسك، أعرف قدراتك ولا تتعب نفسك، … والكثير منها التي تصفه بعدم المقدرة، أو تصف الهدف الذي يطمح له بأنه صعب المنال لمثله، أو تخبره بأن الظروف المحيطة به لن تساعده على تحقيق مبتغاه.
لذا إن كان لديك هدف فلا تلتفت لكلام الآخرين، وأحسن الظن بربك وأبذل جهدك لتحقيق ما تريده.
سأذكر لكم قصة رمزية توضح ذلك:
كان مجموعة من الضفادع تمشي مع بعضها البعض فوقع اثنان منها في حفرة، تحلّقت بقية الضفادع حول الحفرة، فرأوا أنها عميقة، ولن يستطيعوا مساعدة الضفدعين، وفي نفس الوقت لن يستطيع أي منهما أن يقفز بدرجة يستطيع من خلالها أن يخرج من الحفرة، لذا أخبروهما بأن لا أمل لهما في الخروج منها.
ولأن الوضع مأساوي بالنسبة لهما قررا تجاهل كلام الضفادع وبدءا بالقفز مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة. وبينما هما يحاولان الخروج كانت الضفادع مستمرة في إخبارهما بصعوبة ذلك، وأن عليهما أن يرضخا للأمر الواقع، ولا يتعبا نفسهما فمصيرهما الموت.
أخيرا استسلم أحدهما لمصيره المؤلم، فقد حاول بدون نتيجة، كما أن من حوله أكد له على صعوبة ذلك. فاستكان وتقوقع في أسفل الحفرة منتظرا الموت، بينما الآخر لم يستسلم وكلما قفز وسقط ارتاح قليلا ثم حاول، وأخيرا بعد محاولات عديدة قفز قفزة أدت به للخروج من الحفرة. ما إن استقر بين الضفادع، حتى قال أحدهم، غريب أنه لم يأبه لقولنا؟
فسأله أحدهم: نعرف بأنك لست أصم ومن المؤكد أنك استمعت لقولنا لكما بأن ذلك مستحيل؟
الضفدع: هذا صحيح.
ـ فلماذا لم تسمع لكلامنا كما استمع الآخر لها؟
ـ أولا: كلما سمعت كلامكم أقول في نفسي هذا كلامهم ولا يعرفون قدرتي كما أعرفها أنا.
ثانيا: قررت في قرارة نفسي أن أموت وأنا أحاول النجاة حتى آخر رمق.
ثالثا: لو استمعت لكلامك لكنت مت.
ـ ولكن أليس محاولتك للنجاة والقفز المستمر كان مؤلم لك؟
الضفدع: لقد أتعبني وأنهكني وانظروا إلى جسدي فكله جروح، ولكن كلما فكرت في أن الألم سيزول عندما أخرج من الحفرة وأصل لبر النجاة اتناساه، وأحاول مجددا.